عادةً يُطلب من الأزواج الانتظار لمدة ستة أسابيع بعد ولادة الطفل قبل معاودة ممارسة الجنس مرة أخرى بعد الولادة حتى تكون الأم قادرة على الممارسة .
فبعد أن يطل المولود الجديد في المنزل يملاء البيت فرحًا وسرور ،
ولكن مع مرور الأسبوع الأول وانتهاء الزحام المعتاد على البيت يجد الزوج نفسه مشتاق لممارسة الجنس مع زوجته بعد الولادة .

و لكن مع ظهور تلك الرغبة، يصطدم الزوج بنصائح الطبيب التي تمنعه من ممارسة الجنس لفترة لا تقل عن 6 أسابيع،
إليك أيه الزوج التعيس مفاجأة ربما تغيير من هذه النظرية…
لقد توصلت العديد من الأبحاث الجديدة إلى أنه لا يوجد وقت “مناسب” و محدد للجميع من أجل ممارسة الجنس بعد الولادة

وأوضح الباحثون أن تجربة كل امرأة بعد الولادة تختلف عن الأخريات، بناءًا على تحمل جسدها وسرعة تخلصها من بقايا الحمل في الرحم أو ما يعرف بدم النفاس .

على سبيل المثال قد تفكر إحدى النساء ممن كان لديها ولادة صعبة للغاية و احتاجت إلى غُرَز عديدة إلى فترة أكثر من ستة أسابيع ،
وهنا يصبح الزوج تعيسًا وذو حظ سيئ لأنه لن يستطيع ممارسة الجنس بعد الولادة وسيصبح مضطرًا للانتظار أكثر وأكثر .

و لكن المرأة التي خضعت لولادة هادئة قد تشعر بالود مرة أخرى خلال أسبوعين فقط ، خاصة تلك التي تجري ولادة قيصرية، حيث أنه تتخلص من نفايات الحمل مع ولادة الجنين .
وهنا يصبح الزوج سعيد الحظ ويتمكن من ممارسة الجنس بعد الولادة بفترة قصيرة

بعض الاعتراضات على تحديد فترة زمنية لممارسة الجنس بعد الولادة

و حتى يكون حديثًا علمي ودقيق فيجب أن نذكر آراء العلماء وتوضيحها؛
فعلى سبيل المثال قد أشار السيدة أندريا ديماريا البروفسور المساعد في كلية الصحة والعلوم الإنسانية -جامعة بوردو  في لافاييت ، إنديانا ،
أن الجدول الزمني لستة أسابيع محدد جيداً ، لكننا لم نتمكن من العثور على أدلة تدعم صحته

كمحا إنه لا يوجد في الحقيقة وقت واحد يناسب الجميع لاستئناف النشاط الجنسي .

و يشتبه مؤلفو الدراسة في أن الجدول الزمني لممارسة الجنس لستة أسابيع بعد الولادة أصبح معياراً لأنه تزامن مع فحص نموذجي لتلك الفترة .

وهنا يجب أن نشير إلى التعليمات التي أُطلقت مؤخراً من الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء ،
بالإضافة إلى التعليمات التي أطلقتها مجموعات الرعاية الصحية النسائية الأخرى ،
والتي تهدف إلى تحديث إرشادات الرعاية بعد الولادة .

و بناءً عليه توصي المجموعات بمعاينة النساء في غضون ثلاثة أسابيع بعد الولادة ،
مع تحديد موعد للمتابعة قبل 12 أسبوعاً بعد الولادة ، وهذا يعني أن فترة الأسبيع الستة أصبح فترة أكثر مرونة مابين ثلاثة أسابيع و اثني عشر أسبوعًا .

على ماذا اعتمد الباحثون ؟

أشار الباحثين إلى أنهمن اعتمدوا في هذه الدراسة على استطلاعات للرأي شملت سبعين 70 امرأة من ساوث كارولينا
ن القضايا المتعلقة بالصحة الإنجابية.

ولقد أشارت الباحثة السيدة: ديماريا إلى أن هناك عدداً من العوامل تمنع النساء من استئناف ممارسة الجنس بعد
الولادة مباشرةً وأن الإلتزام بفترة الأسابيع الستة ربما يكون أمر خاطئ

ومن العوامل التي أشارات إليها أن بعض النساء لم يكن متأكدات من أجسادهن إذا كانت قادرة على ممارسة الجنس بعد الولادة،
ومنها أنهن عانين من الألم و عدم الارتياح مما يجعلهن غير قادرات على القيام بممارسة الجنس بعد الولادة
أو أنهن يشعرن بالإرهاق والإنهاك نتيجة قيامهن برعاية الطفل الجديد

عوائق معتبرة تمنع من استئناف الجنس بعد الولادة

أما الباحث ستيفاني ماير، و هو طالب الدكتوراه في جامعة بوردو، فلقد أشار إلى مجموعة من العوامل النفسية التي يمكن أن تكون عائقاً أمام استئناف الجنس بعد الولادة .

ومن هذه العوامل التي أشار لها ماير أن الزوجة ربما قد لا تشعر بالاستعداد العقلي أو قد تشعر بالتوتر ،
خاصةً إذا حاولت ممارسة الجنس بعد الولادة ولم تسير الأمور على ما يرام في المرة الأولى .

وذلك لأن ما هو الوقت المناسب لممارسة الجنس بعد الولادة ؟ تكون مصدر قلقٍ
وكذلك فإن بعض النساء لا يشعرن بالراحة تجاه التغييرات التي تحدث بعد عملية الحمل ومن ثم الولادة ، مما يجعلهن غير قادرات على ممارسة الجنس بعد الولادة

و قد تذكرت العديد من النساء أنهن تلقين جدول زمني مدته ستة أسابيع من الطبيب ،
و البعض منهن تم نصحهن بـ 40 يوماً ، أي ما يقرب من ستة أسابيع.

وذكرت إحدى النساء: “ستة أسابيع ؛ هذا ما قاله لي الطبيب”.

و أخريات شعرن بأن الجدول الزمني لستة أسابيع يعني أن هذا هو ما يحتاجه الجسم للتعافي من الولادة وأنه يصبح مؤهلاً لممارسة الجنس بعد الولادة .

أما أخريات فأشرن إلى أنهن انتظرن ستة أسابيع على الرغم من تعافيهم
لأنهن أردن أن يشفى كل شيء بشكل صحيح
أو بمعنى أدق أن يحصل الجسم على حاجته من الراحة

و قد أخبر بعض الأطباء الأمهات الجدد أنهن يمكن أن يمارسن الجنس مرة أخرى عندما يردن ذلك ،
أي أن الأمر متاح لهن لممارسة الجنس بعد الولادة لأنهن يصبحن قادرات على فعل ذلك .

ستة أسابيع لممارسة الجنس بعد الولادة ليس رقماً سحرياً

و في سياق آخر تشير الدكتورة الأمريكية روزان سيمينارا مديرة القبالة في مستشفى بروكلين الميثودية في نيويورك،
إلى أنها ليست متأكدة من أن ستة أسابيع هو الرقم السحري .

وقالت سيمينارا، التي لم تشارك في الدراسة ، إن الشفاء بعد الولادة هو عملية ، ويجب على النساء استئناف النشاط الجنسي عندما يشعرن بأنه مناسب لهن .

و قالت إنه من الأفضل الانتظار لمدة مناسبة حتى توقف النزف. وأضافت سيمينارا: ” النزيف يعني داخل الرحم ، وبطانة الرحم ، ربما لا يشفى تماماً بسرعة.”

و كذلك أشارت سيمينارا أنه قد تتردد المرأة في استئناف نشاطها الجنسي إذا كان لديها الكثير من الغرز ،
أو إذا كانت تعاني من جفاف في المهبل، أو أن تذكُّر ألم الولادة -في بعض الأحيان- يمثل رادعاً.

ولكن ، تؤكد سيمينارا قائلةً: أن “التعب أو الإرهاق هو العدو رقم واحد لاستئناف العلاقة الحميمة”.

و في هذه السياق تذكر ديماريا أن التواصل بين الشركاء هو المفتاح الحقيقي،
فتقول “ناقشي رغباتكِ واهتماماتكِ واحتياجاتكِ”.

وإذا كانت لديكِ أنت أو شريكك مخاوف ،أو خوف أو قلق مستمر بشأن استئناف النشاط الجنسي ،
فقد أوصت ديماريا بطلب المساعدة من مقدمي الرعاية الصحية.

في النهاية، جديرٌ بالذكر أن نتائج الدراسة قد نشرت -مؤخراً في فبراير 2019- في الثقافة والصحة والجنس

الخلاصة

و وفقاً لتقرير فقد قالت إحدى النساء إن طبيبها أخبرها بأن تعاود ممارسة الجنس بعد الولادة بدون أي إشكال
وهذا أمر يؤكد أن قدرة المرأة على ممارسة الجنس بعد الوالادة تحتلف من سيدة لأخرى ،

وأن الشخص القادر على تحديد هذا الأمر هو الطبيب